مدوّنات

” الأسيرة الجريحة الطفلة مرح باكير “

بقلم/ياسمين عنبر ✏️ سلسلة 《على بُرش زنزانة》⛓️(2)

” الأسيرة الجريحة الطفلة مرح باكير ”

بقلم/ياسمين عنبر ✏️
سلسلة 《على بُرش زنزانة》⛓️(3)

في اليوم الثاني عشر من أكتوبر العام الماضي، بدأ المذيع نشرته الإخبارية على شاشة الجزيرة بخبر مفاده “الأسيرة الجريحة مرح باكير تدخل عامها الثامن في سجون الاحتلال الصهيوني”

✌🏻قد يكون هذا خبرًا عابرًا لكل من يسمعه، لكنه ليس خبرًا عابرًا لأم انتظرت طفلتها كي تعود من مدرستها قبل ثمانية أعوام ولم تعد حتى الآن ، ليس خبرًا عابرًا لعائلة قضت ثمانية رمضانات وستة عشر عيدًا دون ضحكات مرح .. 😔

✌🏻ولن يكون عابراً إلا حين تكتمل مائدة الطعام فلا ينظر إليها والد مرح فيرى كرسيًا فارغًا فلا يعرف صاحبه الغائب في السجن شبعاناً أم جائع!

✌🏻كانت مرح يومًا تقف على أبواب حي الشيخ جراح تنتظر باص المدرسة الذي يقلها إلى بيتها في بيت حنينا بالقدس، حين صوب جندي حاقد عليها بارودته وأطلق عليها ثلاث رصاصات بيدها اليسرى، فلم يغفر لها زيها المدرسي ولا حقيبتها الوردية.

✌🏻 كباقي الأيام انتظرت الأم عودة ابنتها من المدرسة، إلا أن وخزة في قلبها أقلقها حين تأخرت مرح عن موعدها التي اعتادت الأم عليه، قبل أن تتلقى اتصالًا من صديقة مرح.

“خالة مرح طخها الجنود ومرمية عالأرض”

بقلب الأم صرخت بها: “هذا مزاح ومقلب ومرح متفقة معك، ولكن ليس هكذا المزاح”‼️

✌🏻بكت صديقة مرح حين أدركت أن أمها قد أصابتها صدمة كبيرة حتى أنها لا تريد تصديق ما قيل لها، فتوجهت إلى المكان بسرعة.

وكما دائمًا ادعى الاحتلال الصهيوني أن مرح كانت تحمل سكينًا في حقيبتها وتنوي تنفيذ عملية طعن بها، فما أن أطلق عليها الجندي النار حتى سقطت أرضًا وتركوها تنزف قبل نقلها إلى المستشفى مقيدة القدمين والرجلين.

✌🏻والدة “مرح” تصف يوم اعتقالها بالأقسى في حياتها، وتقول أصبحت كالمجنونة تطرق أبواب الجيران كي يوصلوها إلى المكان، لكنها تلقت اتصالًا قبل وصولها بدقائق أنه تم نقلها إلى المستشفى، تقول: “أُصبت بانهيار عصبي، ذهبنا مسرعين إلى المستشفى لكنهم رفضوا أن أرى ابنتي، وأجابني جميع أفراد الشرطة الذين يحيطون غرفة المستشفى التي تجلس بها بأن لا معلومات عنها”.

✌🏻بعد يوم في المستشفى قضته مرح مكبلة اليدين والقدمين، احتجز الاحتلال الأب والأم في مركز تحقيق المسكوبية وأخضعهما لتحقيق قاس، نفت الأم فيه أن يكون هناك نية عند طفلتها لتنفيذ عملية، وأن هذا التهمة بعيدة كل البعد عن براءة وطفولة مرح، إلا أن الاحتلال زعم أن لديه دلائل كافية تؤكد الاتهامات، عن طريق تعزيز روايته ببعض التفاصيل الكاذبة.

✌🏻 بعد عدة شهور حكمت محكمة الاحتلال على مرح باكير بالسجن ثمانية سنوات ونصف، تقول والدة مرح: “عمر ابنتي ذهب في السجن، وتعرضت للاعزل الانفرادي وعانت من الإهمال الطبي، عدا عن اشتياقها لحارتها وإخوتها وساحات المسجد الأقصى”

✌🏻ورغم مرور سنوات طوال على اعتقال مرح إلا أنها ما زالت تعاني من تهشم في كتفها وكسور شديدة بيدها اليسرى، بسبب الرصاصات التي رفض الاحتلال إخراجها، وأضيف ألم فوق ألمها تعرضها لكسور في كتفها الأيمن في سجن الدامون، وماطل الاحتلال في علاجها.

✌🏻 لم تستسلم “مرح” لعذابات السجن والسجان، فحرصت على تثقيف نفسها عن طريق قراءة الكتب ومتابعة البرامج الإذاعية، عدا عن أنها صممت وعزمت على دراسة الثانوية العامة في السجن وتقديم الامتحانات، فحصلت على معدل عالٍ في دراستها لتثبت للجميع كما تقول دائمًا: “سجنوا جسدي لكن روحي وعزيمتي تحلق في السماء بعيدًا عن زنازينهم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى